رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد محمد القرشي
د. فهد محمد القرشي

لماذا الفرح يا مفرح؟؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لعل من حق الإعلامي مفرح الشقيقي أن يسعى جاهداً لتحقيق مكاسب إعلامية يرتقي من خلالها في عالم النجومية شأنه شأن أي إعلامي آخر. لكن المؤسف حقاً أن يظهر علينا هذا المذيع عديم الخبرة من خلال برنامج "ياهلا" على "روتانا خليجية" ليفتح النار على مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس و أن يقيم الدنيا و لا يقعدها في محاولة منه لإثارة الرأي العام بسبب أن الدكتور بكري عساس استخدم لفظة "تكارين" أثناء حديثه عن تجربة الإبتعاث التي مر بها. و من المؤسف أيضاً أن يجتزئ الإعلامي مفرح الشقيقي هذه العبارة من إطارها الأشمل و يفصلها عن سياقها العام و يغفل - أو يتغافل - أن حديث الدكتور بكري عساس هذا كان منذ خمس سنوات في نشاط لشركة وادي مكة للتقنية لدعم الشباب و رواد الأعمال، فأين كان الأستاذ الشقيقي وقتها؟ و هل أتاه الخبر متأخراً بعد خمس سنوات عجاف؟ و ما قيمة هذه الحملة الشعواء التي من حق الجميع أن يتسائل عن دوافعها الخفية؟
لا أجد وصفاً لهذه الحملة الشعواء سوى أنها نوع من الترصد و التجسس و تتبع العورات و الفرح بالإصطياد في الماء العكر و جميع هذه الصفات قد حذرنا منها ديننا الحنيف و لكن لا حياة لمن تنادي. هذا الهجوم الشرس ما هو إلا دليل جديد على الإنحطاط المستمر للإعلام حيث تبدد الطرح الجاد و غاب تقديم المفيد و اختفت مناقشة القضايا التي تهم شرائح المجتمع المختلفة و لم يبق للإعلاميين إلا "الدرعمه" و اللهاث نحو مزيد من الشهرة حتى لو كانت على حساب التخلي عن المصداقية و اقتحام الأساليب المشبوهة و توزيع الإتهامات زعزعة اتجاهات و مواقف الجماهير. و لا شك أن هذا وضع خطير لأن البعض قد ينخدع بما يطرحه الإعلام الهابط و يستخدم المغالطات الإعلامية لغرض الإرجاف في الأرض مما يشوه الواقع و يسهم في تشكيل صورة ذهنية مبتورة الملامح يحتاج تصحيحها لوقت طويل و جهد كبير.
و لعل من محاسن الأقدار أن الدكتور بكري عساس تلقي هذه الإساءة بكل رحابة صدر و أعلن مسامحته لكل ولغ في عرضه و كال له الإتهامات مما يعكس نقاء القلب و صفاء السريره و قوة البصيرة و هذه بلا شك هي الأخلاق التي ترتقي بصاحبها و تضرب مثالاً رائعاً في حسن التعامل مع الآخرين. و هذه دعوة لجميع الإعلاميين أن يلتزموا بجدية الطرح و أدب الحوار و مع ضرورة طرق المواضيع المهمة بأسلوب بعيد عن العاطفة يعتمد على التفكير العقلاني الذي يخدم التواصل الإيجابي و كذلك عدم التعرض لأمورا شخصية لأطراف معينة لا تفيد الناس بشيء يذكر و أن يبتعدوا عن الأجواء السلبية و الإنفعالات المشحونة التي تؤدي بهم إلى مزالق خطيرة لعل من أهمها غياب المصداقية و فقدان ثقة المتلقي الذي أصبح لدية القدرة على التمييز بين الغث و السمين.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up